زيد بن أرقم
صاحب الحق
هذا شبل آخر من أشبال
الاسلام أنزل الله فيه قرآنا يتلى الى قيام الساعة كذبته الدنيا كلها فلم
يصدقه أحد فيما قال حتى نقم عليه أقرب الناس اليه .
قصة آية
فما قصة هذا القرآن الذى نزل فى هذا الصحابى ,
يقول زيد كنت مع عمى و ذلك فى غزوة أحد عندما خرج النبى صلى الله عليه و
سلم بالجيش الاسلامى لقتال المشركين من قريش و غيرها الذين جاءوا للهجوم
على المدينة , فلما دعا النبى صلى الله عليه و سلم أصحابه للخروج خرج معهم
المنافقون " و هم قوم من أهل المدينة أظهروا الاسلام و لكنهم فى الحقيقة
كانوا لا يزالون مشركين و لكنهم خافوا ان هم أظهروا الشرك أن يغلبهم
المسلمون و يعاودنهم فتظاهروا بالاسلام , و كان قائد المنافقين فى المدينة
عبد الله بن أبى بن سلول و الذى كان يكره النبى صلى الله عليه و سلم أنه
كان سيتوج ملكا على المدينة يوم أن قدم النبى صلى الله عليه و سلم , فلما
جاء النبى صلى الله عليه و سلم انصرف الناس عن عبد الله بن أبى بن سلول
فامتلأ قلبه بالحقد على النبى صلى الله عليه و سلم و لكنه أظهر الاسلام و
انتظر الفرصة التى يقضى بها على الاسلام و فى غروة (احد) خرج
و معه نحو ثلاثمائة من أهله و عشيرته مع جيش النبى صلى الله عليه و سلم ,
فلما كان فى بعض الطريق تشاجر غلام من المهاجرين مع عبد من عبيد قوم عبد
الله بن أبى بن سلول فقال : و الله ان مثلنا و مثل محمد و أصحابه كمثل
القائل : سمن كلبك يأكلك , يقصد أنه و قومه أحسنوا الى المهاجرين و أعطوهم ما يحتاجون اليه ثم ها هو واحد منهم يتشاجر مع أهل المدينة و هم أصحاب الأرض ثم قال لأصحابه : لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا و لئن رجعنا الى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل ويقصد بالاذل النبى صلى الله عليه و سلم و المهاجرين 0
وبعد ذلك انفصل هذا المنافق بثلث الجيش الذى معه و قال : لا نعلم ان قتالا
سيحدث ؛ و اننا قد اعطينا محمدا العهد ان نحميه داخل المدينة؛ اما وقد خرج
فلا عهد له علينا فى ذلك
ثم عاد و معه النبى صلى الله عليه و سلم ثلث الجيش الى المدينة ؛ يقول زيد ابن ارقم : فسمعت
ما قاله هذا المنافق فى حق النبى صلى الله عليه و سلم و فى حق اصحابه ؛
فذكرت ذلك لعمى ؛ فذكره عمى لرسول الله صلى الله عليه و سلم فدعانى النبى
صلى الله عليه و سلم فحدثته ؛ فارسل رسول الله صلى الله عليه و سلم الى عبد
الله ابن سلول و اصحابه فحلفوا ما قالوا ؛ فكذبنى رسول الله صلى الله عليه
و سلم و صدقهم ؛ فاصابنى شى لم يصبنى قط مثله ؛ فجلست فى البيت ؛ فقال عمى
: ما اردت الى ان كذبك رسول الله صلى الله عليه و سلم و مقتك فانزل الله تعالى :
( اذا جاءك المنافقون قالوا نشهد انك لرسول الله و الله يعلم انك لرسوله و الله يشهد ان المنافقون لكاذبون )
فبعث الى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقراها على ؛ ثم قال :
( ان الله قد صدقك )
ولقد اذل الله هذا المنافق فوقف له ولده عبد الله – وكان مؤمنا حقا – ووضع
السيف فوق عنقه و قال : و الله لا تدخل المدينة حتى ياذن لك رسول الله صلى
الله عليه و سلم فتدخل ذليلا و النبى صلى الله عليه و سلم عزيز فلم يستطع
ان يدخل المدينة حتى اذن له النبى صلى الله عليه و سلم فدخلها ذليلا
الفقيه العالم
وقد كان زيد ابن ارقم من اكثر اصحاب
النبى صلى الله عليه و سلم فقها و حفظا لاحاديث النبى صلى الله عليه و سلم
فقد قدم زيد بن ارقم فقال له ابن عباس يستذكره : كيف اخبرتنى عن لحم اهدى
لرسول الله صلى الله عليه و سلم و هو حرام ؟ قال : نعم ؛ اهدى له رجل عضو
من لحم – اى عضو قطع من حيوان حى – فرده ؛ و قال :
( انا لا ناكله ؛ انه حرام )
وروى عنه انه شهد مع رسول الله
صلى الله عليه و سلم سبع عشرة غزوة ؛ و استصغر يوم احد فلم يشهدها ؛ ويقال :
ان اول مشاهده المريسيع وقد سكن الكوفة ؛ و ابتنى بها دارا فى كنده وتوفى
بالكوفة سنة ثمان و ستين وقيل : مات بعد قتل الحسين رضى الله عنه بقليل ؛
وشهد مع على صفين ؛ وهو معدود فى خاصة اصحابه ؛ وقد روى احاديث كثيرة عن
النبى صلى الله عليه و سلم
ضع تعليق بحسابك اذا واجهتك مشكلة فى الفيس بوك |
|