(الحديث الثاني)
2- قال البخاري:
حدثنا يحيى بن بكير، حدثنا الليث، عن يونس، عن ابن شهاب، عن أنس بن مالك قال: كان أبو ذر يحدث رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال:
" فرج عن سقف بيتي وأنا بمكة، فنزل جبريل ففرج صدري، ثم غسله بماء زمزم، ثم جاء بطست من ذهب ممتلىء حكمة وإيمانا فأفرغه في صدري، ثم أطبقه.
ثم أخذ بيدي فعرج بي الى السماء، فلما جئت الى السماء الدنيا، قال: جبريل لخازن السماء: افتح، قال: من هذا؟ قال: جبريل. قيل: هل معك أحد؟ قال: نعم معي محمد. فقال: أأرسل اليه؟ قال: نهم. فلما فتح علونا السماء الدنيا فإذا برجل قاعد، على يمينه أسودة، وعلى يساره أسودة، إذا نظر قبل يمينه ضحك، وإذا نظر قبل شماله بكى، فقال: مرحبا بالنبي الصالح والابن الصالح، قلت لجبريل: من هذا؟ قال: هذا آدم، وهذه الأسودة عن يمينه وشماله نسم بنيه، فاهل اليمين منهم أهل الجنة، والأسودة التي عن شماله أهل النار فإذا نظر عن يمينه ضحك، وإذا نظر قبل شماله بكى. حتى عرج بنا الى السماء الثانية، فقال لخازنها: افتح. فقال له خازنها مثل ما قال الأول ففتح.
قال أنس: فذكر أنه وجد في السماوات آدم، وإدريس، وموسى، وعيسى، وإبراهيم ـ صلوات الله عليهم ـ ولم يثبت كيف منازلهم غير أنه ذكر أنه وجد آدم في السماء الدنيا، وإبراهيم في السماء السادسة، قال أنس: فلما مرّ جبريل عليه السلام بالنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بإدريس قال: مرحبا بالنبي الصالح والأخ الصالح. قلت: من هذا؟ قال: هذا إدريس. ثم مررت بموسى فقال: مرحبا بالنبي الصالح والأخ الصالح. قلت: من هذا؟ قال: هذا موسى. ثم مررت بعيسى فقال: مرحبا بالاخ الصالح والنبي الصالح. قلت: من هذا؟ قال: عيسى. ثم مررت بإبراهيم: فقال: مرحبا بالنبي الصالح والابن الصالح. قلت: من هذا؟ قال: إبراهيم.
ثم عرج بي حتى ظهرت لمستوى أسمع فيه صريف الأقلام، ففرض الله تعالى على أمتي خمسين صلاة، فرجعت بذلك حتى مررت على موسى، فقال: ما فرض الله على أمتك؟ قلت: فرض خمسين صلاة، قال: فارجع الى ربك فإن أمتك لا تطيق فرجعت فوضع شطرها، فرجعت الى موسى قلت: وضع شطرها، قال: ارجع الى ربك فإن أمتك لا تطيق ذلك فراجعته فقال: هي خمس وهي خمسون لا يبدل القول لدي. فرجعت الى موسى قال: ارجع الى ربك. قلت: قد استحييت من ربي ثم انطلق بي حتى انتهى الى سدرة المنتهى وغشيها ألوان لا أدري ما هي ثم أدخلت الجنة فإذا فيها حبائل اللؤلؤ، وإذا تربها المسك". والحديث أخرجه البخاري:
كتاب الصلاة (باب كيف فرضت الصلاة)
فتح (ريان) 1م547 ح 349
كتاب الحج: ( باب ما جاء في زمزم ح 1636) مختصرا.
كتاب الأنبياء ( باب ذكر إدريس عليه السلام ح 3342).
ضع تعليق بحسابك اذا واجهتك مشكلة فى الفيس بوك |
|